الجريمة والعقاب

الجريمة والعقاب

تأليف: فيدور دوستويفسكي

ترجمة: نسيم يازجي

التصنيف: أدب مترجم

رقم ISBN: 9789933220860

عدد الصفحات: 800

سنة النشر: 2025

32.00 $

وصف الكتاب

إن (رواية الجريمة و العقاب) تعد قمة الابداع الأدبي و الفكري للكاتب الروسي الكبير (فيدور دوستويفسكي). في هذه الرواية يدخل الكاتب في أعماق شخصياته محاولاً الإجابة على سؤال محدد: هل يمكن للجريمة أن تكون مبررة؟ إن الفقر و الظلم الاجتماعي اللذان يحاصران بطل الرواية (راسكولنكوف) يدفعانه إلى ارتكاب جريمته، ليس بشكل فعل مفاجئ، بل بعد تفكير و تخطيط طويل، تتصارع خلالها في نفسه قوى الخير و الشر، ولكن هذا الصراع هو كذلك مصير جميع شخصيات الرواية، تتكامل هذه الشخصيات لترسم أمامنا لوحة نفسية و فلسفية كاملة، تجعلنا نتسائل عن نسبية القيم و الفضائل التي نؤمن بها. تناول (دوستويفسكي) في أعماله مختلف شرائح المجتمع الروسي الذي عاش فيه من القمة إلى القاع، فأظهر زيف العديد من الفضائل الكاذبة، مؤكداً على سعي النفس الإنسانية إلى الخير و ضعفها في نفس الوقت، أمام مغريات اختيار الطريق الأسهل في الحياة، الطريق الأقصر و لكن ليس المنسجم مع الفضيلة في أغلب الأحيان. بعد كشفه للقناع الكاذب الذي يتذرع به المجرم لارتكاب جريمته، يقدم (دوستويفسكي) الأمل في آخر النفق المظلم، راسماً بداية الطريق الطويل و المؤلم لتطهر الإنسان من ذنوبه، عبر إعادة فهم نفسه، و فهم الحياة بخيرها و شرها.

ملخص الكتاب

وكان تحت وسادته إنجيلٌ، فتناوله بحركةٍ آليةٍ, كان هذا الكتاب لسونيا، وهو ذات الكتاب الذي قرأت له منه في الماضي قصَّةَ انبعاثٍ لعازر, كان راسكولنيكوف يقدِّرُ في أول عهده بالسجن أنَّ سونيا ستشقفُ رأسهُ بالكلام عن الدِّين، وعن الإنجيل بغير انقطاع، وأنَّها ستحاول أن تفرض عليه كتباً دينيَّة، فما كان أشدَّ دهشتهِ حين لم تطرق هذا الموضوع قطعاً، لا ولا عرضت عليهِ أن تجيئه بالإنجيل قط, بل هو الذي طلب منها ذلك قبل مرضهِ بشيءٍ من الوقت، فحملت إليه الكتاب دون أن تقول كلمةً واحدةً. وهو لم يفتحه في ذلك الأوان، بل إنَّ فكرةً عبرت رأسه الآن بسرعةٍ وومضةِ برق: "هل يمكن ألا تكون عواطفها وأشواقها هي عواطفي وأشواقي؟...." وقد اضطربت سونيا اضطراباً شديداً طوال ذلك اليوم هي أيضاً، وألمَّ بها المرض مرَّةً أخرى في تلك الليلة, ولكن سعادتها كانت تبلغ من القوة، وكانت تبلغ من المباغتة، أنَّها تكاد ترعبها! سبع سنين، سبع سنين فقط. ومرَّت بهما في البداية ساعاتُ نشوةٍ كان فيها كمن يُعدَّ السِّنين السَّبعَ أيَّاماً سبعة, كان راسكولنيكوف ما يزال يجهل أنَّ هذهِ الحياة الجديدة لن توهب له بغيرِ تضحيةٍ، على طبقٍ من محَّاراتٍ بل عليهِ أن يؤدي ثمنها باهظاً، وأن يحصل عليها بجهودٍ مقبلةٍ شاقَّةٍ مضنيَّةٍ.